أسباب تساقط الشعر لدى النساء

أسباب تساقط الشعر لدى النساء: تحليل شامل

يُعد تساقط الشعر من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه العديد من النساء في مراحل مختلفة من حياتهن. رغم أن هذه المشكلة يمكن أن تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر لدى النساء. يتطلب فهم أسباب تساقط الشعر مجموعة متنوعة من الفحوصات والاختبارات، وذلك لأن الأمر قد يكون نتيجة لعدة عوامل جسدية ونفسية وبيئية تؤثر بشكل كبير على صحة الشعر. في هذا المقال، سيتم استعراض أهم الأسباب التي قد تكون وراء تساقط الشعر لدى النساء.

1. الوراثة: العامل الأساسي في تساقط الشعر

أحد أكثر الأسباب شيوعاً لتساقط الشعر هو الوراثة، والتي تعرف بمصطلح “الثعلبة الوراثية”. هذه الحالة تتأثر بشكل رئيسي بالجينات التي يتم توريثها من الوالدين. تعد “الثعلبة الوراثية” من الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر بين النساء، وتظهر عادة في مرحلة ما بعد سن الأربعين. يظهر تساقط الشعر بسبب الوراثة على شكل ترقق تدريجي للشعر في مقدمة الرأس أو في الجزء العلوي من فروة الرأس، وقد يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل نهائي في بعض الحالات.

2. التغيرات الهرمونية: من الحمل إلى سن اليأس

تعتبر التغيرات الهرمونية واحدة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر لدى النساء. تحدث هذه التغيرات بشكل رئيسي خلال فترات الحمل، الولادة، وسن اليأس.

• الحمل: أثناء الحمل، يحدث تزايد في مستويات هرمونات مثل الاستروجين، والتي تؤدي إلى زيادة كثافة الشعر وتقليل تساقطه. ولكن بعد الولادة، تنخفض مستويات هذه الهرمونات بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ. هذا النوع من تساقط الشعر يسمى “التساقط الكربي” ويستمر عادة لمدة 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة.

• سن اليأس: مع التقدم في العمر، تنخفض مستويات الهرمونات مثل الاستروجين والبروجسترون، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر. علاوة على ذلك، يمكن أن تتسبب الاضطرابات الهرمونية الأخرى المرتبطة بسن اليأس في ترقق الشعر وفقدانه.

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): تعد هذه الحالة من اضطرابات الهرمونات التي تؤثر على مستويات الاستروجين والتستوستيرون، وقد تتسبب في تساقط الشعر بشكل ملحوظ لدى النساء المصابات بها.

3. الإجهاد النفسي والجسدي

يمكن أن يتسبب الإجهاد النفسي والجسدي في حدوث نوع من تساقط الشعر يُعرف بـ “التساقط الكربي”، وهو نوع من تساقط الشعر الذي يحدث عندما يمر الجسم بحالة من التوتر الشديد أو الصدمة. يشمل هذا النوع من الإجهاد العوامل التالية:

• التوتر والقلق: التوتر النفسي المستمر يمكن أن يؤثر سلباً على الدورة الطبيعية لنمو الشعر، ويؤدي إلى تساقطه.

• الصدمة الجسدية: العمليات الجراحية الكبرى، الحمى الشديدة، أو الحوادث المجهدة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تساقط الشعر نتيجة لتأثيرها على الجسم.

4. النظام الغذائي الغني بالمغذيات الناقصة

يؤثر النظام الغذائي بشكل كبير على صحة الشعر. نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى تساقط الشعر، وأهم هذه العناصر تشمل:

• الحديد: نقص الحديد هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لتساقط الشعر لدى النساء. نقص الحديد يؤدي إلى قلة الأوكسجين الذي يصل إلى بصيلات الشعر، مما يضعف نمو الشعر ويسرع من تساقطه.

• الزنك: يعتبر الزنك عنصراً مهماً للنمو الصحي للشعر. نقص الزنك قد يؤدي إلى ضعف نمو الشعر وزيادة في تساقطه.

• البروتين: البروتينات ضرورية لبناء الشعر والحفاظ على صحته. نقص البروتين في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر، خاصة إذا كانت الحمية الغذائية فقيرة بالبروتينات.

• فيتامين D: يعتبر نقص فيتامين D من العوامل التي ترتبط بتساقط الشعر، حيث يلعب دوراً أساسياً في تحفيز بصيلات الشعر على النمو.

5. استخدام المواد الكيميائية ومنتجات العناية بالشعر

تؤدي بعض المواد الكيميائية ومنتجات العناية بالشعر إلى تلف الشعر وفروة الرأس، مما يسبب تساقطه. يشمل ذلك:

• الصبغات: تحتوي العديد من صبغات الشعر على مواد كيميائية قاسية مثل الأمونيا والبيروكسيد، التي قد تتسبب في تكسير الشعر وفقدان كثافته.

• المواد المفرطة القسوة: بعض أنواع الشامبو أو مستحضرات العناية التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية يمكن أن تسبب جفاف فروة الرأس، مما يؤدي إلى ضعف الشعر وسهولة تساقطه.

• التصفيف المفرط: استخدام أدوات تصفيف الشعر مثل المكواة أو مجفف الشعر بشكل مفرط قد يؤدي إلى جفاف الشعر وتلفه، مما يساهم في تساقطه.

6. الأمراض الجلدية

هناك بعض الأمراض الجلدية التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر، مثل:

• الثعلبة: هي حالة مناعية ذاتية تسبب تساقط الشعر بشكل مفاجئ ومباشر في أماكن معينة من فروة الرأس. في هذه الحالة، يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ.

• الفطريات: بعض أنواع العدوى الفطرية التي تصيب فروة الرأس مثل “السعفة” قد تسبب تساقط الشعر.

• التهاب الجلد: الإصابة بالتهابات جلدية مثل الإكزيما أو التهاب الجلد الدهني قد تؤدي إلى تقصف الشعر وتلفه.

7. أدوية معينة وعلاج السرطان

قد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى تساقط الشعر كأثر جانبي، ومنها:

• الأدوية الكيميائية: التي تستخدم في علاج السرطان تعتبر من أهم العوامل المسببة لتساقط الشعر. تؤثر هذه الأدوية على خلايا الجسم السريعة الانقسام، بما في ذلك خلايا بصيلات الشعر.

• الأدوية المضادة للاكتئاب: قد تؤدي بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق إلى تساقط الشعر كأثر جانبي.

• أدوية ضغط الدم: قد تكون بعض أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم سبباً لتساقط الشعر أيضاً.

8. الحمل والولادة

تعتبر مرحلة الحمل من الفترات التي يطرأ فيها تغييرات هرمونية كبيرة على جسم المرأة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في صحة الشعر. في بعض الحالات، يصبح الشعر أكثر كثافة وأقل تساقطاً خلال فترة الحمل، ولكن بعد الولادة ومع انخفاض مستويات الهرمونات، يتساقط الشعر بشكل أكثر وضوحاً في ما يُعرف بـ “تساقط الشعر بعد الولادة”.

9. العوامل البيئية

العوامل البيئية مثل التلوث، التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والهواء الجاف قد تؤدي إلى تلف الشعر وتضعفه. الهواء الملوث يحتوي على جسيمات قد تتراكم على الشعر وتسبب تكسيره أو تساقطه. كما أن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يؤدي إلى تدمير البروتينات في الشعر، مما يجعله ضعيفاً وسهل التساقط.

10. التقدم في العمر

مع تقدم العمر، تقل قدرة بصيلات الشعر على التجدد والنمو. مما يؤدي إلى تقليل كثافة الشعر وترققه. غالباً ما يترافق هذا التغيير مع انخفاض مستويات الهرمونات، مما يؤثر على صحة الشعر بشكل عام.

الخاتمة

تساقط الشعر لدى النساء يعد من القضايا الصحية التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة وثقة المرأة بنفسها. تختلف الأسباب التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر، من العوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية إلى العوامل البيئية والنفسية. من المهم تشخيص السبب بدقة من قبل الطبيب المختص حتى يتمكن من تحديد العلاج المناسب.